الطهارة أساس العبادة (الوضوء، الغسل، التيمم)

درس في مادة التربية الإسلامية الطهارة أساس العبادة (الوضوء، الغسل، التيمم) لتلاميذ السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، ويتضمن الفقرات التالية:

تمهيد:

يحرص الإسلام على أن يكون المسلم نظيفا في كل أحواله، ومن أجل ترسيخ هذا السلوك في حياة المسلم جعل الله الصلاة مقرونة بالطهارة.
  •  مفهوم الطهارة وأقسامها.
  • حكم الطهارة.
  • الحكمة من الطهارة.
  • كيفية الطهارة

النصوص الشرعية:

قَالَ اللهُ تَعَالَى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون﴾.
(سورة المائدة، الآية 6).
قَالَ اللهُ تَعَالَى:
﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين﴾.
(سورة التوبة، الآية 108).

 

I – توثيق النصوص:

1 – التعريف بسورة المائدة:

سورة المائدة مدنية من السور الطوال، عدد آياتها 120 آية، وهي السور الخامسة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الفتح، تبدأ السورة بأحد أساليب النداء “يا أيها الذين آمنوا”، سميت بسورة المائدة وهي إحدى معجزات سيدنا عيسى عليه السلام إلى قومه عندما طلبوا منه أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء يأكلون منها لكي تطمئن قلوبهم، تناولت سورة المائدة كسائر السور المدنية جانب التشريع بإسهاب، إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب.

2 – التعريف لسورة التوبة:

سـورة التوبة مدنية ماعدا الآيتان 182،129 فمكيتان، عدد آياتها 129 آية، وهي السورة التاسعة في ترتيب المصحف الشريف، نزلت بعد سورة المائدة، هذه السورة لم تبدأ بالبسملة، ويطلق عليها سورة براءة، نزلت بعد غزوة تبوك، سميت هذه السورة بسورة التوبة لما فيها من توبة الله على النبي ﷺ والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم، وعلى الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع، وهي من أواخر ما نزل على رسول الله ﷺ، نزلت في السنة التاسعة للهجرة وهي السنة التي خرج فيها رسول الله ﷺ  لغزو الروم، واشتهرت بين الغزوات النبوية بـ “غزوة تبوك”، وكانت في حر شديد وسفر بعيد حين طابت الثمار وأخلد الناس إلى نعيم الحياة فكانت ابتلاء لإيمان المؤمنين وامتحانا لصدقهم وإخلاصهم لدين الله وتمييزا بينهم وبين المنافقين، ولهذه السورة الكريمة هدفان أساسيان إلى جانب الأحكام الأخرى، هما: بيان القانون الإسلامي في معاملة المشركين وأهل الكتاب، وإظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول ﷺ لغزو الروم.

3 – الشرح اللغوي والاصطلاحي:

  • لمسجد أسس على التقوى: المقصود به مسجد قباء بالمدينة المنورة.
  • أن يتطهروا: يتوضئوا للصلاة ويغتسلوا من الجنابة ويتخلصوا من الذنوب.
  • أحق من أن تقوم فيه: أولى أن تصلي فيه.
  • قمتم: أردتم القيام إلى الصلاة.
  • جنبا: الجنابة وهي حالة تستوجب الغسل بسبب جماع أو احتلام.
  • فاطهروا: اغسلوا كافة أبدانكم.
  • التيمم: طهارة ترابية شرعها الله لفاقد الماء أو العاجز عن استعماله.

4 – مضامين النصوص الأساسية:

  • تبين الآية الكريمة كيفية الوضوء، ووجوب الغسل من الجنابة، والتيمم وكيفيته في غياب وجود الماء.
  • بيان فرائض الوضوء، وهي: غسل الوجه واليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين.
  • بيان الأعذار التي تبيح للمسلم التيمم، وهي: المرض والسفر وانعدام الماء.
  • بيان كيفية التيمم، وهي: مسح الوجه واليدين بالتراب.

II – التحليل والإيضاح:

1 – مفهوم الطهارة وأقسامها:

الطهارة في اللغة: النظافة والنقاء من الأوساخ، وفي الشرع: صفة تبيح لمن اتصف بها أداء العبادات والدخول إلى أماكنها، كالصلاة، والطواف بالبيت، وقراءة القرآن الكريم، ودخول المسجد، وهي عبارة عن غسل أعضاء مخصوصة  بصفة مخصوصة كما بينتها الشريعة الإسلامية سواء في كتاب الله، أو سنة رسوله الكريم ﷺ.

2 – حكم الطهارة:

تجب الطهارة على كل مسلم عاقل بالغ أراد الصلاة، فلا صلاة بدونها، وهي شرط من شروط صحتها.

3 – الحكمة من الطهارة:

  • تطهير البدن من الأوساخ.
  • تنظيفه مما افرزه من عرق حتى يبدو طيب الرائحة.
  • محو الخطايا والذنوب.
  • وقاية الجسم من الأمراض والأوبئة وعلاج للغضب والضغوط النفسية.

4 – موجباتها:

تجب الطهارة على الرجل والمرأة في حالة:
  • الجنابة.
  • نزول المني بشهوة أو احتلام.
  • انقطاع دم الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة.
وتنقسم الطهارة إلى قسمين رئيسين، هما: طهارة ظاهرة، وطهارة باطنة، وتنقسم الطهارة الظاهرة بدورها إلى قسمين:
  • طهارة الخبث: وهي إزالة النجاسة عن ثوب المصلي وبدنه ومكان صلاته.
  • طهارة الحدث: وتتم بالوضوء أو الغسل أو التيمم.

5 – كيفية الطهارة:

الطهارة نوعان: مائية وترابية:

أ – الطهارة المائية:

تجب الطهارة المائية على كل مسلم متوفر على الماء قادر على استعماله، وحصل منه ما يوجب استعماله إما للاغتسال كالجنابة أو دم الحيض أو النفاس أو الكافر إذا أسلم، أو ما يوجب الوضوء كخروج  ريح أو بول أو غائط أو نوم عميق أو إغماء أو مس الفرج بباطن الكف، فالاغتسال يسمى الطهارة الكبرى، وهي غسل جميع البدن بالماء بنية التطهر، والوضوء يسمى الطهارة الصغرى، وللوضوء فرائض سبع، هي:
  1. النية وتكون بالقلب.
  2. الفور.
  3. الدلك.
  4. غسل الوجه جميعه بشرا وشعرا.
  5. غسل اليدين من رءوس الأصابع إلى المرفقين.
  6. مسح الرأس.
  7. غسل الرجلين إلى الكعبين.
كما أن له سنن سبع، هي:
  1. التسمية، وغسل اليدين قبل إدخالهما الإناء.
  2. المضمضة.
  3. الاستنشاق.
  4. الاستنثار.
  5. رد مسح الرأس.
  6. مسح الأذنين.
  7. ترتيب الفرائض.
ويكون الوضوء كما الاغتسال بالماء الطهور مهما كان مصدره (بئر، نهر، بحر، حنفية …).

ب – الطهارة الترابية:

الطهارة الترابية: وهي التيمم الذي رخصه الله عز وجل لعباده لتيسير أداء العبادات ورفع الحرج ليقوم مقام الوضوء أو الغسل عند فقدان الماء أو العجز عن استعماله بسبب المرض أو الخوف منه، وحكمه أنه واجب، ويكون بأن تضرب كفيك على الصعيد الطيب الطاهر ضربتين، الضربة الأولى تمسح بها وجهك، ثم تضرب الضربة الثانية تمسح يديك إلى المرفقين.
شكرا لك ولمرورك