تمهيد:
الإسلام هو دين العلم والمعرفة، فبالعلم يتعرف الناس على خالقهم ودينهم وأمور دنياهم وأخراهم، فحين خلق الله تعالى للإنسان سمعا وبصرا أمره أن يستعملها في التعليم ومحاربة الأمية والجهل، لأن الجهل عدو للإنسان وكثيرا ما يؤدي به إلى الهلاك، فلا يستطيع أن يعيش بسلام بين الناس، ولا أن يتعامل معهم بخلق وآداب لأنه لا يجيد القراءة والكتابة، في المقابل نجد المتعلم مؤدبا متخلقا، يعرف كيف يتعامل مع الناس بوعي ومسؤولية، فيصبح بذلك فردا صالحا نافعا لنفسه في دنياه وأخرته.النصوص الشرعية:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾.
(سورة الجمعة، الآية: 2).عن عبد الله بن أبزى عن أبيه عن جده قال: “خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا، ثم قال: «ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم، ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون»”.
(رواه الهيثمي في مجمع الزوائد).
I – توثيق النصوص:
1 – التعريف بسورة الجمعة:
سورة الجمعة مدنية من المفصل، عدد آياتها 11 أية، ترتيبها 62 في المصحف الشريف، بدأت بفعل مضارع “يسبح” وهو أحد أساليب الثناء، سميت بهذا الاسم لأنها تناولت أحكام صلاة الجمعة فدعت المؤمنين إلى المسارعة لأداء الصلاة وحرمت عليهم البيع وقت الأذان ووقت النداء لها وختمت بالتحذير من الانشغال عن الصلاة بالتجارة وغيرها، تتناول السورة جانب التشريع والمحور الذي تدور عليه السورة بيان أحكام صلاة الجمعة التي فرضها الله على المؤمنين.2 – الشرح اللغوي والاصطلاحي:
- الأمي: الذي لا يعرف القراءة والكتابة والحساب، والمقصود بهم في النص العرب المعاصرون للرسول ﷺ لاشتهارهم بالأمية ولعدم نزول كتاب سماوي عليهم.
- الجهل: ضد العلم والمعرفة.
- يزكيهم: يطهرهم من المعاصي.
- الكتاب والحكمة: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
- يفقهون جيرانهم: يعلمونهم أمور الدين ويتدارسون أمور دنياهم.
3 – مضامين النصوص الأساسية:
- بيان الغاية من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تعليم الناس وتزكيتهم وتطهيرهم.
- دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم للجيران لكي يعلموا بعضهم البعض ويتفقهوا في أمور دينهم ودنياهم.
II – التحليل والإيضاح:
1 – الأمية والجهل وآثارهما على المجتمع:
أ- مفهوم الأمي:هو الذي لا يعرف القراءة والكتاب.
ب – مفهوم الجاهل:
هو الذي لا علم له.
يراد بمصطلح الأمية عدم القدرة على القراءة والكتابة والجهل بمبادئهما، لكن هذا المفهوم البسيط قد تم تجاوزه حاليا إلى عدم معرفة استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة المتعلقة بالاتصال خصوصا كالحاسوب، مع العلم أن هناك أشكال كثيرة من الأمية، فالجاهل بالقانون مثلا يعتبر أميا فيه، والجاهل باللغات الأخرى يعتبر أميا فيها، وهكذا، وقد بعث الله عز وجل في العرب الأميين حينها سيدنا محمدا ﷺ ليدعوهم إلى القراءة والتعلم والبحث عن المعرفة ومصادرها، كما دعا إلى تعلم العلوم النافعة كما رأينا في الدرس السابق، ولذلك حرص الإسلام على محاربتها بشتى الوسائل.
2 – آثار الأمية والجهل على المجتمع:
للأمية والجهل آثار خطيرة على المجتمع وتطوره، منها:- الجهل والأمية عدوان للإنسان لأنهما يؤديان به إلى الخسران والهلاك في الدنيا والآخرة.
- الأمي لا يستطيع أن يعيش في توافق مع المجتمع بدون علم، لأن بالعلم يتعلم الأخلاق وأدب الحوار والتواصل.
- الجاهل والأمي تكون حقوقهما معرضة للضياع.
- الجهل عدو الإنسان لأنه كثيرا ما يؤدي به إلى الهلاك.
- لا يستطيع الإنسان أن يعيش بسلام بين الناس بدون علم.
- لأن بالعلم يتعلم الأخلاق وأدب الحوار والتواصل مع الناس.
- الجاهل يكون معرضا للضياع وعدم الانسجام مع محيطه لأنه يفتقد أهم وسائل التواصل وهو العلم.
- المتعلم يمتاز بالأخلاق الحميدة.
- المتعلم يعرف كيفية التعامل مع الناس بوعي ومسؤولية، وبذلك يكون فردا صالحا في مجتمعه.
3 – كيف حارب الإسلام الأمية والجهل:
لقد أرشد الإسلام المسلمين إلى مجموعة من الأساليب والطرق للقضاء على الجهل والأمية، من بينها:- دعا الآباء إلى تعليم أبنائهم القراءة والكتابة منذ الطفولة.
- دعا الناس للتعاون فيما بينهم لنشر العلم ووسائله كالكتب والأشرطة.
- دعا إلى إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات التعليمية.
- دعا العلماء إلى بذل الجهود من أجل توعية الناس ونشر دين الإسلام.
- دعا إلى تعلم مختلف العلوم الدينية والدنيوية.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء