تمهيد:
إن الصلاة عماد الدين، فهي تربي المؤمن على مراقبة الله تعالى له في كل حركاته وسكناته، بها تمحى ذنوبه، وتزوده بطاقة روحية تعينه على مواجهة الشدائد والمحن، و تقوي الصلة بين العبد وربه، مصداقا لقوله ﷺ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»، إن الصلاة هي إذن خضوع المسلم لله تعالى أثناء إقامتها، وانقياده له، مما يكون له اثر كبير على سلوك الفرد.النصوص الشرعية:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ: إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةِ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارِ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ».
﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
(سورة العنكبوت، الآية 15).قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾.
(سورة المؤمنون، الآيات: 1-2).
(أخرجه مالك في الموطأ).
I – توثيق النصوص:
1 – التعريف بسورة العنكبوت:
سورة العنكبوت مكية ماعدا الآيات من 1 إلى 11 فهي مدنية، وهى من المثاني، عدد آياتها 69 آية، ترتيبها 29 في المصحف الشريف، وقد نزلت بعد سورة “الروم”، بدأت السورة بأحد حروف الهجاء “الم”، سميت سورة العنكبوت لأن الله ضرب العنكبوت فيها مثلا، سورة العنكبوت مكية وموضوعها العقيدة في أصولها الكبرى الوحدانية، الرسالة، البعث والجزاء، ومحور السورة الكريمة يدور حول الإيمان وسنة الابتلاء في هذه الحياة، لأن المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدة ولهذا جاء الحديث عن موضوع الفتنة والابتلاء في هذه السورة مطولا مفصلا وبوجه خاص عند ذكر قصص الأنبياء.2 – التعريف بسورة المؤمنون:
سورة المؤمنون مكية من سور المئين، عدد آياتها 118 أية، ترتيبها في المصحف الشريف 23، نزلت بعد سورة “الأنبياء”، بدأت بأسلوب توكيد “قد أفلح المؤمنون”، سميت بهذا الاسم الجليل تخليدا لهم وإشادة بمآثرهم وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها ميراث الفردوس الأعلى في جنات النعيم، وسورة المؤمنين من السور المكية التي تعالج أصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث.3 – التعريف بأبي هريرة:
أبو هريرة: كان يسمى في الجاهلية “عبد شمس” فسماه رسول الله ﷺ عبد الله وقيل عبد الرحمن بن صخر، أسلم وشهد خيبر ومنذ إسلامه لم يفارق رسول الله ﷺ، وصحب رسول الله ﷺ أربع سنوات، وأصبح من أكثر الصحابة رواية لأحاديث النبي ﷺ، تفرغ للعلم ومرافقة النبي ﷺ، ولم يكن ذا مال أو تجارة وكثيراً ما كان يعاني الجوع، توفي بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع عام 57 هـ عن عمر ناهز 78 عاما.4 – الشرح اللغوي والاصطلاحي:
- اتل: اقرأ.
- الفحشاء: ما عظم قبحه من المعاصي أقوالا كانت أم أفعالا.
- المنكر: ما تنكره العقول السليمة.
- تنهى: تمنع.
- أفلح: فاز.
- خاشعون: مطمئنون خاضعون لله متذللون له.
- اللغو: الكلام القبيح أو لا فائدة منه.
5 – مضامين النصوص الأساسية:
- الدعوة إلى قراءة القرآن وإقامة الصلاة مع بيان فائدتها الكبيرة المتجلية في الابتعاد عن الفحشاء والمنكر.
- بيان صفة من صفات عباد الله المؤمنين وهي الخشوع في الصلاة.
- تذوب خطايا المؤمن ويزداد إيمانا بإسباغ الوضوء، وكثرة خطاه إلى المساجد، وانتظاره الصلاة بعد الصلاة.
II – التحليل والإيضاح:
1 – مكانة الصلاة في الإسلام:
- أنها عماد الدين وقوامه.
- تأتي منزلتها بعد الشهادتين.
- للصلاة مكانة خاصة من بين سائر العبادات فقد فرضت فوق سبع سماوات.
- الصلاة لا تسقط عن الشخص حتى يفارق الحياة.
- الصلاة أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
2 – أثر الصلاة في تهذيب سلوك الفرد:
للصلاة آثار إيجابية على سلوك الفرد العام مع نفسه ومجتمعه، ومن بينها:- تربي الإنسان على الاستقامة في حياته كلها.
- تربي الإنسان على الصدق في الأقوال والأفعال.
- تربي الإنسان على الصبر.
- تجعل الإنسان صاحب ضمير حي.
3 – أثر الصلاة في تهذيب سلوك المجتمع:
ومن آثارها في تهذيب سلوك المجتمع أنها:- تربي المصلين على الالتزام بالوقت وحفظ المواعيد.
- تربي المصلين على التعارف وتفقد أحوال بعضهم البعض.
- تربي الناس على احترام النظام.
- تجعل المجتمع يتخلى عن الرذائل والمنكرات من الأقوال والأفعال.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء