سورة الحجرات من الآية 1 إلى الآية 5

وحدة التربية الاعتقادية :
دعامة من القرآن الكريم سورة الحجرات من الآية 1 إلى الآية 5

1) النصوص:
سورة الحجرات من الآية 1 إلى الآية 5.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿1﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿2﴾
إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ 3﴾
إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿4﴾
وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿5﴾


 2) توثيق سورة الحجرات: السورة : سورة الحجرات 
نوعها : مدنية ، تعنى بجانب التشريع  
عدد آياتها : 18 آية 
ترتيبها في القرآن الكريم : 49 
ترتيبها بين السور : جاءت بعد سورة الفتح وقبل سورة ق 
سبب تسميتها  سميت بهذا الاسم لأن الله ذكر فيها حرمة بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الحجرات التي كانت تسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهن. 



   3) الشروح:
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله : لا تسبقوهما بحكم أو فعل قبل معرفة حكمهما
اتقوا الله : اجعلوا بينكم وبين حدود الله وقاية بإتباع أوامره واجتناب نواهيه
لا تجهروا له بالقول : لا ترفعوا أصواتكم عنده
أن تحبط أعمالكم : أن تبطل ويضيع ثوابها
يغضون أصواتهم عند رسول الله : يخفضونها احتراما وإجلالا له
امتحن الله قلوبهم : اختبرها وجعل التقوى فيها ظاهرة وخالصة لوجه الله تعالى
الحجرات : البيوت حيث كانت تسكن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم 


  4)  التفسير :
1- يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله لا تقضوا أمراً دون أمر الله ورسوله من شرائع دينكم فتبتدعوا، وخافوا الله في قولكم وفعلكم أن يخالَف أمر الله ورسوله، إن الله سميع لأقوالكم، عليم بنياتكم وأفعالكم. وفي هذا تحذير للمؤمنين أن يبتدعوا في الدين، أو يشرعوا ما لم يأذن به الله.
2- يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي عند مخاطبتكم له، ولا تجهروا بمناداته كما يجهر بعضكم لبعض، وميِّزوه في خطابه كما تميَّز عن غيره في اصطفائه لحمل رسالة ربه، ووجوب الإيمان به، ومحبته وطاعته والاقتداء به؛ خشية أن تبطل أعمالكم، وأنتم لا تشعرون، ولا تُحِسُّون بذلك.
3- إن الذين يَخْفِضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين اختبر الله قلوبهم، وأخلصها لتقواه، لهم من الله مغفرة لذنوبهم وثواب جزيل، وهو الجنة .
4- إن الذين ينادونك أيها النبي من وراء حجراتك بصوت مرتفع، أكثرهم ليس لهم من العقل ما يحملهم على حسن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وتوقيره
5- ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم عند الله؛ لأن الله قد أمرهم بتوقيرك، والله غفور لما صدر عنهم جهلا منهم من الذنوب والإخلال بالآداب، رحيم بهم حيث لم يعاجلهم بالعقوبة.


   5)المعاني الأساسية للآيات:
ـ الآية 1 من سورة الحجرات:
ضرورة الالتزام بالتقوى والرجوع في كل الأمور إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ـ الآيتان 2- 5 من سورة الحجرات:
من بين مظاهر التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم عدم رفع الأصوات في حضرته، وعدم مناداته باسمه وكنيته بالجهر، وفي أوقات غير مناسبة. 


 6) المستفاد من الآيات:
- وجوب الأخذ بكتاب الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم باحترام أحاديثه والإنصات إلى من يتلوها والعمل بها، و كل من تجاوز هذا الأمر يسبب في إ بطال أعماله. - الحث على إتباع توجيهات إسلامية في حياتنا اليومية الاجتماعية كاحترام من هو أكبر منا سنا ومكانة، وتطبيق آداب الاستئذان و الانتظار عند طرق الأبواب .

                                                          سورة الحجرات
هذه السورة الكريمة مدنية، وهي على وجازتها سورة جليلة ضخمة، تتضمن حقائق التربية الخالدة، وأسس المدنية الفاضلة، حتى سماها بعض المفسرين سورة الأخلاق.
 
ابتدأت السورة الكريمة بالأدب الرفيع الذي أدب الله به المؤمنين، تجاه شريعة الله وأمر رسوله، وهو ألا يبرموا أمرا، أو يبدوا رأيا، أو يقضوا حكما في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يستشيروه، ويستمسكوا بارشاداته الحكيمة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  }.


ثم انتقلت إلى أدب آخر وهو خفض الصوت إذا تحدثوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيما لقدره الشريف، واحتراما لمقامه السامي، فإنه ليس كعامة الناس بل هو رسول الله، ومن واجب المؤمنين أن يتأدبوا معه في الخطاب مع التوقير والتعظيم والإجلال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } الآيات.


ومن الأدب الخاص إلى الأدب العام، تنتقل السورة لتقرير دعائم المجتمع الفاضل، فتأمر المؤمنين بعدم السماع للإشاعات، وتأمر بالتثبت من الأنباء والأخبار، لاسيما إن كان الخبر صادرا عن شخص غير عدل أو شخص متهم، فكم من كلمة نقلها فاجر فاسق، سببت كارثة من الكوارث، وكم من خبر لم يتثبت منه سامعه، جر وبالا، وأحدث انقساما {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } .


ودعت السورة إلى الإصلاح بين المتخاصمين، ودفع عدوان الباغين { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا  } .


وحذرت السورة من السخرية والهمز واللمز، ونفرت من الغيبة والتجسس، والظن السيئ بالمؤمنين، ودعت إلى مكارم الأخلاق، والفضائل الاجتماعية، وحين حذرت من الغيبة جاء النهي في تعبير رائع عجيب، أبدعه القرآن غاية الإبداع، صورة رجل يجلس إلى جنب أخ له ميت ينهش منه ويأكل لحمه { وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ  }   ويا له من تنفير عجيب؟!



وختمت السورة بالحديث عن الأعراب الذين ظنوا الايمان كلمة تقال باللسان، وجاءوا يمنون على الرسول إيمانهم، وقد وضحت حقيقة الإيمان، وحقيقة الإسلام، وشروط المؤمن الكامل، وهو الذي جمع الإيمان، والإخلاص والجهاد، والعمل الصالح {  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ   } إلى آخر السورة الكريمة.
شكرا لك ولمرورك